الرئيسية
من درر القران الكريم الشفاء بالصيام والقرآن
الصوم شعيرة سماوية كتبت علي الامم التي قبلنا كما كتبت علينا الا اننا الامة التي هي خير امة اخرجت للناس والتي فضلها الباري العزيز الحكيم بارسال خاتم الانبياء والمرسلين " سيدنا محمد بن عبد الله عبد الله ورسولة المبعوث رحمة للعالمين انسه وجنه ، نحن الامة التي اهدينا لما ضلوا عنه الامم السابقة فتكرمنا بيوم الجمعة وجعلناه عيدا لنا وتكرمنا من عند السميع بصوم شهرا كاملا وهو شهر رمضان الذي انزل فيه القران وشهر رمضان هو الشهر الذي انزلت قيه كل الكتب السماوية والصحف ، فكان شهرا كريما مكرما .
شهر رمضان شهر الصوم وشهر الصحة وشهر التطهير من الذنوب وزيادة الاجر فيه تصفد الشياطين وتغلق ابواب النيران وتفتح فيه ابواب الجنان ويضاعف فيه الاجر وتكثر فيه البركة .
شهر رمضان شهر الصحة شهر الشفاء من جميع التخوم والتخلص من الافراط في الاكل ، شهر رمضان شهر العبادة ليس فيه فحسب بل فيه تقام شعائر صلاة التراويح القيام وصلاة التهجد بالاضافة الي الفوائد العظيمة التي تصاحب الشهر الفضيل .
تلك هي مقدمة لسلسة رمضانية ورحلات ربانية نسبح فيها في بحور ايات الله الشافية العافية وجواهر معانيها نحاول اكتشاف طلاسمها واسرارها المكنونة وفوائدها العظيمة .
كلما جلست خاشعا لله قاريء اياته يراودني شعورا غريب واستفهامات تاخذني في عالم الاجتهاد والتنقيب والبحت في امهات الكتب ، تلك هي ايات الكون واللاستطباب الشفاء ، فتجدني وكاني استفهم من النصوص ان الله تعالى اراد لنا ان نغوص في هذا الكتاب وان نتدبر اياته بل كلماته بل حروفه وان نتمعن في ابسط الحركات التي تغير المعني تماما ، وتارة اجد نفسي في حيرة من مدلولات المعاني حين تاخذني الايات وتنتقل بي من شأن الي شأن اخر ومن موضع الي اخر ، واعود بالتأمل والوقوف فاجد سوال يحوم حولي وكانه يحثني علي البحت .
أي من الايات أقرأها للحالة التي اعاني منها في ذات الوقت ، ان كانت مرضا او حيرة او ضيق او عوز اوكدر او خوف من مجهول او لتسكين الم او لاستمرار لحظة فرح وسرور او استشعاري بان هناك خطرا ما سيقع او شعوري بعملية حسد من نعمة ما رزقني بها الله يكاد لي فيها حسدا او حقدا .
الايات كثيرة جدا وان كانت محددة لغايات معينة هكذا نوظفها اما اجتهادا وتبركا او اتباعا وهديا من رسول الله صلى الله عليه وسلم او من السلف الصالح ، نجد ايات الشفاء تفوق العشرات وايات الاتكال والعزم ايضا تفوق العشرات ، كما نجد ايات الاستسقاء والكسوف والخسوف ، وايات التمعن في ملكوت الله تفوق الميئات ، وفي كل شأن له ايات نعجز نحن البشر في حصرها كذلك النعم الظاهرة والباطنة ، والابحات العلمية العالمية في كل يوم تطالعنا بخبر جديد ياكل بل يعترف بقدرة الله ووجوديته التي جزء من هذا العالم ينفيها نسل الله العفو والعافية ، فمند اربعة عشرة قرنا أي مند البعثة المحمدية عليه افضل الصلاة والسلام والعالم في وقفة بين ان يصدق برسالته وبين ان ينفي او يقف حيادي ن ضلتهم الصهيونية بكفرها وحقدها علي هذا النبي الختام وعليه الصرة والسلام وعلي اتباعة المسلمين وخاصة منهم العرب .
وفي هذه الايام المباركة الطاهرة ونحن نعيش شهر رمضان شهر الصيام تحفنا الرحمة وتغشانا السكينة ونعيش السرور والخشوع انفس وارواح واجساد ، فالنفوس التي سوف تموت تفرح بتهذينا لها وسوسها الي الصراط المستقيم وتطهيرها من العبث والغي والانزلاق في مهاوي الردى والشهوات الفانية والترفع بها الي درجة السمو والاخذ بها الي نعيم الجنان ، يقول الحنان المنان { {وَاتَّقُواْ يَوْماً لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلاَ يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ }البقرة48
{فَكَيْفَ إِذَا جَمَعْنَاهُمْ لِيَوْمٍ لاَّ رَيْبَ فِيهِ وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ }آل عمران25
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً }النساء1
{وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّت طَّآئِفَةٌ مُّنْهُمْ أَن يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلاُّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِن شَيْءٍ وَأَنزَلَ اللّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً }النساء113
{قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ }الأعراف23
{وَلَوْ أَنَّ لِكُلِّ نَفْسٍ ظَلَمَتْ مَا فِي الأَرْضِ لاَفْتَدَتْ بِهِ وَأَسَرُّواْ النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُاْ الْعَذَابَ وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْقِسْطِ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ }يونس54
{وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ }يوسف23
{قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَن نَّفْسِي وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّنْ أَهْلِهَا إِن كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الكَاذِبِينَ }يوسف26
{الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ }الملك2
{كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ }آل عمران185
{وَجَاءتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ }ق19
{نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ }الواقعة60
{قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ }الجمعة8
{وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ }يوسف53
اما ارواح فهي التي من امر ربها لاتقبل الا الطيب والجميل وهي الخالدة لانها من روح الله وصدق الله العظيم اذ يقول وهو اصدق القائلين : بسم الله الرحمن الرحيم { وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِّن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ{28} فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ{29} فَسَجَدَ الْمَلآئِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ{30} إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى أَن يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ{31} قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا لَكَ أَلاَّ تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ{32} قَالَ لَمْ أَكُن لِّأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ{33} قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ{34} وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ{35} سورة الحجر الايات 28/35
ونحن نعيش شهر الفضائل والنفحات الرحمانية ، احببت ان اجلس معكم اخوتي عباد الرحمن صومون شهر رمضان ن ان نجلس علي مائدة الرحمن في اليوم الاول من ايام الريان ، ولتكن جلستنا اليوم في ايات الشفاء باذن الله تعالى :
ذكرت انفا ان ايات الاستشفاء في القران الكريم لاحصر لها فالقران كله شفاء ورحمة للعالمين ، بل سخر الله لنا كل المخلوقات في خدمتنا واستطبابنا وسعادتنا من طير ووحش وشجر وجماد وحيوان ، كما سخر بعض من البشر لمدواة البعض الاخر فسيقى الشفاء علي ايديهم هديا من الله الشافي العافي، وقبل ان نغوص في الايات الشافية لابد من كلمة ليس منها بد ، حتى لانجعل القران مأرب وناتيه عند الضرورة فقط او عند الحاجة التي تجبرنا اليه جبرا وليس طاعة وعبادة ، فلابد ان نستشعر قدرة الله في كل حيت ووقت وان نكون معه في الرخاء يكون معنا في الشدة ، وان لا نغفل ابدا عن استمرار التلاوة والتمعن والتدبر في اياتة وان نضيع الوقت كما هو الحال في كثيرا من البلاد الاسلامية ومع الاسف الشديد والحسرة المرة اذا ينقلب عندهم الليل نها والنهار ليل ليس قياما بل لهوا بين العاب الحاسبات والورق والشطرنج والطاولة وغيرها من الالعاب المضيعة للوقت والمفسدة للمجاز والاخلاقن لاسيما الي غير ذلك من المتاهات والانحرافات المظلة الفاسدة البعيدة عن جادة الحق والصواب،
ايات الشفاء سوف نتناولها تفسيرا وتمحيصا واسباب وتحصنا من كل الامراض والافات ، هذا اذا كنا امراض فعلينا الاسترقاء بها والتوكل علي الله الحي القيوموالاخذ باياته الكريمة اخذينا في الاعتبار ان الشافي هو الله وما قراة القران الا توسلا وتقربا به اليه فالقران كلامه والعبد عبده والشفاء من عنده وهو القادر القوي ، واكنا بصحة جيدة فهذا اكثر رحمة من الله علينا فوجب الشكر له لهذه النعمة وان نتحصن من المرض بالرقية الشرعية التي لا تتعدى القران وهدي الرسول الحبيب صلى الله عليه وسلم .
ومن هنا نقول شاكرين الله تعالى { {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً }النساء1
{وَاذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ وَلاَ تَكُن مِّنَ الْغَافِلِينَ }الأعراف205
