الجزء الخامس
إحداهما نزلت لتنسخ أختها لكن هما في الصحف مثبتتان
غسل النبي وصحبه أقدامهم لم يختلف في غسلهم رجلان
والسنة البيضاء عند أولي النهى في الحكم قاضية على القرآن
فإذا استوت رجلاك في خفيهما وهما من الأحداث طاهرتان
وأردت تجديد الطهارة محدثا فتمامها أن يمسح الخفان
وإذا أردت طهارة لجنابة فلتخلعا ولتغسل القدمان
غسل الجنابة في الرقاب أمانة فأداءها من أكمل الإيمان
فإذا ابتليت فبادرن بغسلها لا خير في متثبط كسلان
وإذا اغتسلت فكن لجسمك دالكا حتى يعم جميعه الكفان
وإذا عدمت الماء فكن متيمما من طيب ترب الأرض والجدران
متيمما صليت أو متوضئا فكلاهما في الشرع مجزيتان
والغسل فرض والتدلك سنة وهما بمذهب مالك فرضان
والماء ما لم تستحل أوصافه بنجاسة أو سائر الأدهان
فإذا صفى في لونه أو طعمه مع ريحه من جملة الأضغان
فهناك سمي طاهرا ومطهرا هذان أبلغ وصفه هذان
فإذا صفى في لونه أو طعمه من حمأة الآبار والغاران
جاز الوضوء لنا به وطهورنا فاسمع بقلب حاضر يقظان
ومتى تمت في الماء نفس لم يجز منه الطهور لعلة السيلان
إلا إذا كان الغدير مرجرجا غدقا بلا كيل ولا ميزان
أو كانت الميتات مما لم تسل والما قليل طاب للغسلان
والبحر اجمعه طهور ماءه وتحل ميتته من الحيتان
إياك نفسك والعدو وكيده فكلاهما لأذاك مبتديان
أحذر وضوءك مفرطا ومفرطا فكلاهما في العلم محذوران
فقليل مائك في وضوئك خدعة لتعود صحته إلى البطلان
وتعود مغسولاته ممسوحة فاحذر غرور المارد الخوان
وكثير مائك في وضوئك بدعة يدعو إلى الوسواس والهملان
لا تكثرن ولا تقلل واقتصد فالقصد والتوفيق مصطحبان
وإذا استطبت ففي الحديث ثلاثة لم يجزنا حجر ولا حجران
من أجل أن لكل مخرج غائط شرجا تضم عليه ناحيتان
وإذا الأذى قد جاز موضع عادة لم يجز إلا الماء بالإمعان
نقض الوضوء بقبلة أو لمسة أو طول نوم أو بمس ختان
أو بوله أو غائط أو نومة أو نفخة في السر والإعلان
ومن المذي أو الودي كلاهما من حيث يبدو البول ينحدران
ولربما نفخ الخبيث بمكره حتى يضم لنفخة الفخذان
وبيان ذلك صوته أو ريحه هاتان بينتان صادقتان
والغسل فرض من ثلاثة أوجه دفق المنى وحيضة النسوان
إنزاله في نومه أو يقظة حالان للتطهير موجبتان
وتطهر الزوجين فرض واجب عند الجماع إذا التقى الفرجان
فكلاهما إن انزلا أو اكسلا فهما بحكم الشرع يغتسلان
واغسل إذا أمذيت فرجك كله والانثيان فليس يفترضان
والحيض والنفساء أصل واحد عند انقطاع الدم يغتسلان
وإذا أعادت بعد شهرين الدما تلك استحاضة بعد ذي الشهران
فلتغتسل لصلاتها وصيامها والمستحاضة دهرها نصفان
فالنصف تترك صومها وصلاتها ودم المحيض وغيره لونان
وإذا صفا منها واشرق لونه فصلاتها والصوم مفترضان
تقضي الصيام ولا تعيد صلاتها إن الصلاة تعود كل زمان
فالشرع والقرآن قد حكما به بين النساء فليس يطرحان
ومتى ترى النفساء طهرا تغتسل أو لا فغاية طهرها شهران
مس النساء على الرجال محرم حرث السباخ خسارة الحرثان
لا تلق ربك سارقا أو خائنا أو شاربا أو ظالما أو زاني
قل إن رجم الزانيين كليهما فرض إذا زنيا على الإحصان
والرجم في القرآن فرض لازم للمحصنين ويجلد البكران
والخمر يحرم بيعها وشراؤها سيان ذلك عندنا سيان
في الشرع والقرآن حرم شربها وكلاهما لا شك متبعان
أيقن بأشراط القيامة كلها واسمع هديت نصيحتي وبياني
كالشمس تطلع من مكان غروبها وخروج دجال وهول دخان
وخروج يأجوج ومأجوج معا من كل صقع شاسع ومكان
ونزول عيسى قاتلا دجالهم يقضي بحكم العدل والإحسان
واذكر خروج فصيل ناقة صالح يسم الورى بالكفر والإيمان
والوحي يرفع والصلاة من الورى وهما لعقد الدين واسطتان
صل الصلاة الخمس أول وقتها إذ كل واحدة لها وقتان
قصر الصلاة على المسافر واجب وأقل حد القصر مرحلتان
كلتاهما في أصل مذهب مالك خمسون ميلا نقصها ميلان
وإذا المسافر غاب عن أبياته فالقصر والإفطار مفعولان
وصلاة مغرب شمسنا وصباحنا في الحضر والأسفار كاملتان
والشمس حين تزول من كبد السما فالظهر ثم العصر واجبتان
والظهر آخر وقتها متعلق بالعصر والوقتان مشتبكان
لا تلتفت ما دمت فيها قائما واخشع بقلب خائف رهبان
وكذا الصلاة غروب شمس نهارنا وعشائنا وقتان متصلان
والصبح منفرد بوقت مفرد لكن لها وقتان مفرودان
فجر وإسفار وبين كليهما وقت لكل مطول متوان
*****
وارقب طلوع الفجر واستيقن به فالفجر عند شيوخنا فجران
فجر كذوب ثم فجر صادق ولربما في العين يشتبهان
والظل في الأزمان مختلف كما زمن الشتا والصيف مختلفان
فاقرأ إذا قرأ الأمام مخافتا واسكت إذا ما كان ذا إعلان
ولكل سهو سجدتان فصلها قبل السلام وبعده قولان
سنن الصلاة مبينة وفروضها فاسأل شيوخ الفقه والإحسان
فرض الصلاة ركوعها وسجودها ما إن تخالف فيهما رجلان
تحريمها تكبيرها وحلالها تسليمها وكلاهما فرضان
والحمد فرض في الصلاة قراتها آياتها سبع وهن تبياني
في كل ركعات الصلاة معادة فيها ببسملة فخذ مثاني
وإذا نسيت قراتها في ركعة فاستوف ركعتها بغير توان
إتبع إمامك خافضا أو رافعا فكلاهما فعلان محمودان
لا ترفعن قبل الأمام ولا تضع فكلاهما امران مذمومان
إن الشريعة سنة وفريضة وهما لدين محمد عقدان
لكن آذان الصبح عند شيوخنا من قبل أن يتبين الفجران
هي رخصة في الصبح لا في غيرها من أجل يقظة غافل وسنان
أحسن صلاتك راكعا ساجدا بتطمن وترفق وتدان
لا تدخلن إلى صلاتك حاقنا فالإحتقان يخل بالأركان
بيت من الليل الصيام بنية من قبل أن يتميز الخيطان
يجزيك في رمضان نية ليلة إذ ليس مختلطا بعقد ثان
رمضان شهر كامل في عقدنا ما حله يوم ولا يومان
إلا المسافر والمريض فقد أتى تأخير صومهما لوقت ثان
وكذاك حمل والرضاع كلاهما في فطره لنسائنا عذران
عجل بفطرك والسحور مؤخر فكلاهما أمران مرغوبان
حصن صيامك بالسكوت عن الخنا أطبق على عينيك بالأجفان
لا تمش ذا وجهين من بين الورى شر البرية من له وجهان
لا تحسدن أحدا على نعمائه إن الحسود لحكم ربك شان
لا تسع بين الصاحبين نميمة فلأجلها يتباغض الخلان
والعين حق غير سابقة لما يقضى من الأرزاق والحرمان
والسحر كفر فعله لا علمه من ههنا يتفرق الحكمان
والقتل حد الساحرين إذا هم عملوا به للكفى والطغيان
وتحر بر الوالدين فإنه فرض عليك وطاعة السلطان
لا تخرجن على الأمام محاربا ولو أنه رجل من الحبشان
ومتى أمرت ببدعة أو زلة فاهرب بدينك آخر البلدان
الدين رأس المال فاستمسك به فضياعه من أعظم الخسران
لا تخل بامرأة لديك بريبة لو كنت في النساك مثل بنان
إن الرجال الناظرين إلى النسا مثل الكلاب تطوف باللحمان
إن لم تصن تلك اللحوم أسودها أكلت بلا عوض ولا أثمان
لا تقبلن من النساء مودة فقلوبهن سريعة الميلان
لا تتركن أحدا بأهلك خاليا فعلى النساء تقاتل الأخوان
واغضض جفونك عن ملاحظة النسا ومحاسن الأحداث والصبيان
لا تجعلن طلاق أهلك عرضة إن الطلاق لأخبث الأيمان
إن الطلاق مع العتاق كلاهما قسمان عند الله ممقوتان
واحفر لسرك في فؤادك ملحدا وادفنه في الاحشاء أي دفان
إن الصديق مع العدو كلاهما في السر عند أولى النهى شكلان
لا يبدو منك إلى صديقك زلة واجعل فؤادك أوثق الخلان
لا تحقرن من الذونوب صغارها والقطر منه تدفق الخلجان
وإذا نذرت فكن بنذرك موفيا فالنذر مثل العهد مسئولان
لا تشغلن بعيب غيرك غافلا عن عيب نفسك إنه عيبان
لا تفن عمرك في الجدال مخاصما إن الجدال يخل بالأديان
واحذر مجادلة الرجال فإنها تدعو إلى الشحناء والشنآن
وإذا اضطررت إلى الجدال ولم تجد لك مهربا وتلاقت الصفان
فاجعل كتاب الله درعا سابغا والشرع سيفك وابد في الميدان
والسنة البيضاء دونك جنة واركب جواد العزم في الجولان
واثبت بصبرك تحت ألوية الهدى فالصبر أوثق عدة الإنسان
واطعن برمح الحق كل معاند لله در الفارس الطعان
واحمل بسيف الصدق حملة مخلص متجرد لله غير جبان
واحذر بجهدك مكر خصمك إنه كالثعلب البري في الروغان
أصل الجدال من السؤال وفرعه حسن الجواب بأحسن التبيان
لا تلتفت عند السؤال ولا تعد لفظ السؤال كلاهما عيبان
وإذا غلبت الخصم لا تهزأ به فالعجب يخمد جمرة الإحسان
فلربما انهزم المحارب عامدا ثم انثنى قسطا على الفرسان
واسكت إذا وقع الخصوم وقعقعوا فلربما ألقوك في بحران
ولربما ضحك الخضوم لدهشة فاثبت ولا تنكل عن البرهان
فإذا أطالوا في الكلام فقل لهم إن البلاغة لجمت ببيان
لا تغضبن إذا سئلت ولا تصح فكلاهما خلقان مذمومان
واحذر مناظرة بمجلس خيفة حتى تبدل خيفة بأمان
ناظر أديبا منصفا لك عاقلا وانصفه أنت بحسب ما تريان
ويكون بينكما حكيم حاكما عدلا إذا جئتاه تحتكمان
كن طول دهرك ماكنا متواضعا فهما لكل فضيلة بابان
واخلع رداء الكبر عنك فإنه لا يستقل بحمله الكتفان
كن فاعلا للخير قوالا له فالقول مثل الفعل مقترنان
من غوث ملهوف وشبعة جائع ودثار عريان وفدية عان
فإذا عملت الخير لا تمنن به لا خير في متمدح منان
أشكر على النعماء واصبر للبلا فكلاهما خلقان ممدوحان
لا تشكون بعلة أو قلة فهما لعرض المرء فاضحتان
صن حر وجهك بالقناعة إنما صون الوجوه مروءة الفتيان
بالله ثق وله أنب وبه استعن فإذا فعلت فأنت خير معان
وإذا عصيت فتب لربك مسرعا حذر الممات ولا تقل لم يان
عبدو