الجزء السابع
وإذا ابتليت بعسرة فاصبر لها فالعسر فرد بعده يسران
لا تحش بطنك بالطعام تسمنا فجسوم أهل العلم غير سمان
لا تتبع شهوات نفسك مسرفا فالله يبغض عابدا شهواني
اقلل طعامك ما استطعت فإنه نفع الجسوم وصحة الأبدان
واملك هواك بضبط بطنك إنه شر الرجال العاجز البطنان
ومن استذل لفرجه ولبطنه فهما له مع ذا الهوى بطنان
حصن التداوي المجاعة والظما وهما لفك نفوسنا قيدان
أظمئ نهارك ترو في دار العلا يوما يطول تلهف العطشان
حسن الغذاء ينوب عن شرب الدوا سيما مع التقليل والإدمان
إياك والغضب الشديد على الدوا فلربما أفضى إلى الخذلان
دبر دواءك قبل شربك وليكن متألف الأجزاء والأوزان
وتداو بالعسل المصفى واحتجم فهما لدائك كله برءان
لا تدخل الحمام شبعان الحشا لا خير في الحمام للشبعان
والنوم فوق السطح من تحت السما يفني ويذهب نضرة الأبدان
لا تفن عمرك في الجماع فإنه يكسو الوجوه بحلة اليرقان
أحذرك من نفس العجوز وبضعها فهما لجسم ضجيعها سقمان
عانق من النسوان كل فتية أنفاسها كروائح الريحان
لا خير في صور المعازف كلها والرقص والإيقاع في القضبان
إن التقي لربه متنزه عن صوت أوتار وسمع أغان
وتلاوة القرآن من أهل التقى سيما بحسن شجا وحسن بيان
أشهى وأوفى للنفوس حلاوة من صوت مزمار ونقر مثان
وحنينه في الليل أطيب مسمع من نغمة النايات والعيدان
أعرض عن الدنيا الدنية زاهدا فالزهد عند أولي النهى زهدان
زهد عن الدنيا وزهد في الثنا طوبى لمن أمسى له الزهدان
لا تنتهب مال اليتامى ظالما ودع الربا فكلاهما فسقان
واحفظ لجارك حقه وذمامه ولكل جار مسلم حقان
واضحك لضيفك حين ينزل رحله إن الكريم يسر بالضيفان
واصل ذوي الأرحام منك وإن جفوا فوصالهم خير من الهجران
واصدق ولا تحلف بربك كاذبا وتحر في كفارة الإيمان
وتوق أيمان الغموس فإنها تدع الديار بلاقع الحيطان
حد النكاح من الحرائر أربع فاطلب ذوات الدين والإحصان
لا تنكحن محدة في عدة فنكاحها وزناؤها شبهان
عدد النساء لها فرائض أربع لكن يضم جميعها أصلان
تطليق زوج داخل أو موته قبل الدخول وبعده سيان
وحدودهن على ثلاثة أقرؤ أو أشهر وكلاهما جسران
وكذاك عدة من توفي زوجها سبعون يوما بعدها شهران
عدد الحوامل من طلاق أو فنا وضع الأجنة صارخا أو فاني
وكذاك حكم السقط في إسقاطه حكم التمام كلاهما وضعان
من لم تحض أو من تقلص حيضها قد صح في كلتيهما العددان
كلتاهما تبقى ثلاثة أشهر حكماهما في النص مستويان
عدد الجوار من الطلاق بحيضة ومن الوفاة الخمس والشهران
فبطلقتين تبين من زوج لها لا رد إلا بعد زوج ثاني
وكذا الحرائر فالثلاث تبينها فيحل تلك وهذه زوجان
فلتنكحا زوجيهما عن غبطة ورضا بلا دلس ولا عصيان
حتى إذا امتزج النكاح بدلسة فهما مع الزوجين زانيتان
إياك والتيس المحلل إنه والمستحل لردها تيسان
لعن النبي محللا ومحللا فكلاهما في الشرع ملعونان
لا تضربن أمة ولا عبدا جنى فكلاهما بيديك مأسوران
اعرض عن النسوان جهدك وانتدب لعناق خيرات هناك حسان
في جنة طابت وطاب نعيمها من كل فاكهة بها زوجان
أنهارها تجري لهم من تحتهم محفوفة بالنخل والرمان
غرفاتها من لؤلؤ وزبرجد وقصورها من خالص العقيان
قصرت بها للمتقين كواعبا شبهن بالياقوت والمرجان
بيض الوجوه شعورهن حوالك حمر الخدود عواتق الأجفان
فلج الثغور إذا ابتسمن ضواحكا هيف الخصور نواعم الأبدان
خضر الثياب ثديهن نواهد صفر الحلي عواطر الأردان
طوبى لقوم هن أزواج لهم في دار عدن في محل أمان
يسقون من خمر لذيذ شربها بأنامل الخدام والولدان
لو تنظر الحوراء عند وليها وهما فويق الفرش متكئان
يتنازعان الكأس في أيديهما وهما بلذة شربها فرحان
ولربما تسقيه كأسا ثانيا وكلاهما برضابها حلوان
يتحدثان على الأرائك خلوة وهما بثوب الوصل مشتملان
أكرم بجنات النعيم وأهلها إخوان صدق أيما إخوان
جيران رب العالمين وحزبه أكرم بهم في صفوة الجيران
هم يسمعون كلامه ويرونه والمقلتان إليه ناظرتان
وعليهم فيهما ملابس سندس وعلى المفارق أحسن التيجان
تيجانهم من لؤلؤ وزبرجد أو فضة من خالص العقيان
وخواتم من عسجد وأساور من فضة كسيت بها الزندان
وطعامهم من لحم طير ناعم كالبخت يطعم سائر الألوان
وصحافهم ذهب ودر فائق سبعون الفا فوق ألف خوان
إن كنت مشتاقا لها كلفا بها شوق الغريب لرؤية الأوطان
كن محسنا فيما استطعت فربما تجزى عن الإحسان بالإحسان
واعمل لجنات النعيم وطيبها فنعيمها يبقى وليس بفان
آدم الصيام مع القيام تعبدا فكلاهما عملان مقبولان
قم في الدجى واتل الكتاب ولا تنم إلا كنومة حائر ولهان
فلربما تأتي المنية بغتة فتساق من فرش إلى الأكفان
*********
يا حبذا عينان في غسق الدجى من خشية الرحمن باكيتان
لا تقذفن المحصنات ولا تقل ما ليس تعلمه من البهتان
لا تدخلن بيوت قوم حضر إلا بنحنحة أو استئذان
لا تجزعن إذا دهتك مصيبة إن الصبور ثوابه ضعفان
فإذا ابتليت بنكبة فاصبر لها الله حسبي وحده وكفاني
وعليك بالفقه المبين شرعنا وفرائض الميراث والقرآن
علم الحساب وعلم شرع محمد علمان مطلوبان متبعان
لولا الفرائض ضاع ميراث الورى وجرى خصام الولد والشيبان
لولا الحساب وضربه وكسوره لم ينقسم سهم ولا سهمان
لا تلتمس علم الكلام فإنه يدعو إلى التعطيل والهيمان
لا يصحب البدعي إلا مثله تحت الدخان تأجج النيران
علم الكلام وعلم شرع محمد يتغايران وليس يشتبهان
اخذوا الكلام عن الفلاسفة الأولى جحدوا الشرائع غرة وأمان
حملوا الأمور على قياس عقولهم فتبلدوا كتبلد الحيران
مرجيهم يزري على قدريهم والفرقتان لدي كافرتان
ويسب مختاريهم دوريهم والقرمطي ملاعن الرفضان
ويعيب كراميهم وهبيهم وكلاهما يروي عن ابن أبان
لحجاجهم شبه تخال ورونق مثل السراب يلوح للظمآن
دع أشعريهم ومعتزليهم يتناقرون تناقر الغربان
كل يقيس بعقله سبل الهدى ويتيه تيه الواله الهيمان
فالله يجزيهم بما هم أهله وله الثنا من قولهم براني
من قاس شرع محمد في عقله قذفت به الأهواء في غدران
لا تفتكر في ذات ربك واعتبر فيما به يتصرف الملوان
والله ربي ما تكيف ذاته بخواطر الأوهام والأذهان
أمرر أحاديث الصفات كما أتت من غير تأويل ولا هذيان
هو مذهب الزهري ووافق مالك وكلاهما في شرعنا علمان
لله وجه لا يحد بصورة ولربنا عينان ناظرتان
وله يدان كما يقول إلهنا ويمينه جلت عن الإيمان
كلتا يدي ربي يمين وصفها وهما على الثقلين منفقتان
كرسيه وسع السموات العلا والأرض وهو يعمه القدمان
والله يضحك لا كضحك عبيده والكيف ممتنع على الر
عبدو